وعلى حافة مواجعي
تقف أحلامي الجريحة مضرجة بألوان الدماء..
من أنا ؟؟؟؟
من أكون ؟؟؟
أنا يا رفاقي ذاك الفتى الذي كم قد سار
دهوراً وعصوراً وأحقاباً من التاريخ !!!
حافياً على أشواك المواجع والأنين والبكاء..
أنا ذلك الممهور بمواكب الشقاء !!!!
ولي عندك عتاب وتظلم وخصام ..
لي أيها الدهر العنيد مواجع من طغيانك ..
لي معك ذكريات مريرة بطعم النار قد كساها
الحزن وشاحات سوداء وخضبّتها ألوان الدماء..
وكنت قبلها أحلق بين هامات النجوم وأرنو إلي
الثريات بشغفي وأملي المعهود ..
كنت أناجي خيالات أحلامي وضجيج حرفي
وأفرح حتى بساعات هذياني ..
رفقاً أيها الدهر العنيد بمواجعي وكفاك تجبّرا..
رفقاً بأحلام تحبو على قارعة السنين تعنتا..
أو تسلو أيها الدهر ذكرياتنا سوياً..
أو تذكر حين كانت مواكبي تمضي نحو شموس
حريتي إذ أرادت الإنعتاق من سجون ظنك المعتوه
طيلة هذي العقود ..
أو تذكر كم في ماضينا الغابر قد صلبت أيها
الدهر أحلامي وآمالي على مقصلة الفناء ..
أو تسلو انك قد سرقت من ضوء عيناي خيوط
البريق تكبرّاً؟؟؟؟
لماذا أيها الدهر تستمرئ دوماً أن تقتل ذكرياتي
الحلوة العذبة النضيرة ؟؟؟؟
لماذا أيها الدهر توصد أبواب عينيك أمام جمال
الحياة ..وطهر أماسيها الخالدات ؟؟؟
أتسلو انك أنت من صادرت فكرتي ..
أنك أنت من عربدت في تفاصيلها لتخنق مساماتها
ظلماً وتذمرا ؟؟؟
لما تستمرئ الترنح في ظلمات الظنون ؟؟؟
لما تهزأ من كل أشياء الحياة السجيّة تمّردا ؟؟؟
ألا يستثيرك عناق نسيمات حين تعانق ألق
الشفق الحنين تفكرّا ؟؟؟
ألا يحّرك جمودك الصلد ، فرح أوطان بعودة
طيورها المهاجرة .. من الصقيع والبرد والشتاء؟؟
ألا يشجيك الطّل راقصاً بين أحضان الرحيق ؟؟؟
ذكرياتي معك أيها الدهر مريرة كم قد سقتني
كؤوساً من حنضل !!!
ذكرياتي الأليمة قد طويتها في أحشائي نيراناً
ولهيب ..كتمتها في كبدي جروحاً غائرات مالها
عدد ...