تساءلت صحيفة “إندبندنت” البريطانية عما إذا كانت وسائل الإعلام الغربية ستغطي جريمة مقتل الطلبة المسلمين الأميركيين الثلاثة في كارولينا الشمالية إذا لم يكن موقع تويتر موجودا؟.
وقالت الكاتبة مشاعل مير في مقالة لها بالصحيفة إن هذه الجريمة أحدثت صدمة في جميع أنحاء العالم، خاصة بين الجالية المسلمة بأميركا.
وقالت إن جريمة قتل الأميركي كريغ ستيفن هيكس (46 عاما) كلا من ضياء نامي بركات (23 عاما) وزوجته يسر محمد أبو صالحة (21 عاما) وشقيقتها رزان (19 عاما) نكأت جراحا كثيرة لدى الأميركيين المسلمين الذين يشعرون بأنهم مستهدفون.
وتابعت “لقد غضب المسلمون الأميركيون لأن لا أحد اهتم حقيقة بهذه الجريمة إلا بعد أن تم تداولها على موقع تويتر، وكذلك بسبب بطء استجابة وسائل الإعلام الغربية وصمت السياسيين، ولكن الأهم من ذلك كله أنهم غاضبون لإحساسهم بأن حياة المسلمين لا تهم الغرب”.
وأضافت مخاطبة القارئ “إذا كنتم غير متأكدين مما أقول وتعتقدون أن استجابة وسائل الإعلام الغربية لحادثة إطلاق النار كانت منطقية تماما فلتسمحوا لي بسرد عدة سيناريوهات افتراضية، أولها ماذا لو لم يكن تويتر موجودا؟ السؤال هنا ليس هو أن وسائل الإعلام الرئيسية قد قامت بتغطية الحادثة كما فعلت في نهاية الأمر، ولكن السؤال هو: هل كانت ستهتم وتغطيها إذا لم يقم تويتر بفضحها علنا على هذا الصمت؟”.
وقالت الكاتبة “أنا أعمل في وسائل الإعلام، ولكنني لم أسمع بالقصة إلا عندما دخلت إلى تويتر ورأيت الهاشتاغ (#ChapelHillShooting) يغرد في جميع أنحاء العالم ويقرع وسائل الإعلام لتجاهل احتمال أنها كان يمكن أن تكون جريمة كراهية”.
وأضافت أنه إذا لم يكن تويتر موجودا فإن وسائل الإعلام المحلية كانت ستكتفي بإيراد القصة في نشراتها الإخبارية العادية وكانت القصة ستموت، ولما خرجت أسماء الضحايا خارج مدينة تشابل هيل.
أما إذا كان القاتل مسلما فإن رد الفعل لوسائل الإعلام الغربية والسياسيين سيكون مختلفا، إذ إن ذلك سيعني الإدانة ونقاشا حول الإسلام وإصلاح المسلمين وتحميلهم مسؤولية جماعية عن ذلك، وسنشهد سلسلة من الهجمات على المساجد والمسلمين كما حدث في فرنسا بعد الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو.
وقالت “أن يكون مطلق النار من غير المسلمين فهذه قصة مختلفة، ويبدو أن المسلمين يكونون محط الاهتمام فقط عندما يكونون مرتكبي جرائم بشعة وليس عندما يكونون ضحاياها”.
وختمت بالقول “نحن بحاجة أيضا إلى تغيير الطريقة التي نتحدث بها عن المسلمين، لأن حياتهم لها قيمتها مثلهم مثل أي شخص آخر ويجب علينا ألا ننسى ذلك”.
المصدر: إندبندنت