“ورود على الشاطئ” .. قد تبدو عبارة رومانسية أو اسمًا لفيلم عربي قديم، ليس الأمر كذلك اليوم عند الحديث عن فعالية شبابية في غزة، لكن المتشابه في الحالتين هي رسالة الحب والسلام التي تنطوي عليها إنسانية الفكرة.
من المتوسط إلى الأطلنطي، أرسل شباب نادي الإعلام الاجتماعي رسالتهم بالورد، لمقابلة الإرهاب بالسلام، وإعلاء صوت الرفض والاستنكار تنديدًا بمقتل المسلمين الثلاثة على يد أمريكي إرهابي، في ولاية كارولينا بالولايات المتحدة الأمريكية.
على أرض الواقع، خرجت فعالية نادي الاعلام الاجتماعي بعيدًا عن مواقع التواصل والفضاء الالكتروني، تهدف إلى إسماع العالم كلمة “لا” بصوتٍ عالٍ، لا للإرهاب والقتل وازدواجية المعايير الأخلاقية والحقوقية، و”نعم” للإنسانية والسلام ورسالة التفاهم والحياة.
علي بخيت مدير نادي الاعلام الاجتماعي، قال إن الفعالية خرجت من طور الانحصار في التنديد الكلامي على مقتل مسلمي كارولينا والهاشتاقات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أرض الواقع حيث ميناء غزة وميناء السلام.
وأضاف لـ قُدس الإخبارية، أن في غزة الجريحة من إرهاب الاحتلال مكان للسلام وأيدٍ تمتد لصننعه، مضيفًا أن إرسال الورود أبلغ من الحديث عن عبارات الشجب للحدث، التي لطالما عجت رؤوس الناس من أفواه السياسيين ومنظري الإنسانية الفارغة، وأن الفكرة قائمة على إرسال رسائل لا بد أن تصل لمعاودة الإحساس بالإنسان.
وقال نائل خضر أمين سر النادي في حديثه لـ قُدس الإخبارية، إن انطلاق رسالة السلام من غزة لها دلالات أكبر بكثير من مجرد فعالية، كون غزة عانت الكثير من تأثير القتل والظلم ومن رحمها تخرج دعوات لنبذه ووقفه.
وأضاف، أن غزة تبحث عن السلام الذي تفتقده وهي قادرة على بثه لغة عالمية ومشاركة كل من يعاني منه، لأنها مركز الإحساس الأول فيه، مضيفًا، أن أي حادثة باتت تتطلب رفض الإرهاب تتوجب المشاركة.
وبين أن هذه الفعالية جاءت لمقابلة الصمت الإعلامي الغربي وكذلك عدم الاهتمام من الإعلام المحلي والعربي لمقتل ثلاثة مسلمين بطريقةٍ أصابت الإنسانية في مقتل.
واعتبر أن تغاضي الاعلام الدولي عن الحادثة بمثابة إمعان في التطرف، وغض الطرف عن كل ممارسات ضد المسلمين للبقاء على صورة الغرب المزعومة بالسلام والديمقراطية.
وقال المشارك في الفعالية يوسف حماد لـ قُدس، إن الفعالية هي أبسط ما يمكن تقديمه تضامنًا مع أرواح الضحايا المسلمين الذي قضوا نتيجة الإرهاب العالمي، مضيفًا، “لا نريد إرسال عناق حار لأهالي الضحايا لكنها رسالة السلام”.
وتابع حماد، “جئنا للتوقيع على عريضة تقول إن الارهاب مدان بكل أشكاله، وأنه ليس حكرًا على دين أو جنس أو عرق”.
وطالب الناشط حماد وسائل الإعلام الأمريكية أن تكون أكثر إنصافًا، مثمنًا دور صحيفة الاندبندنت البريطانية في التعمق في سرد الحادث.
قد تذبل الورود وقد تضيع الرسائل، لكن رسالة الإنسانية باقية طالما حملتها عقول شباب واعٍ قرر صناعة المستقبل بشكل يرفض أشكال التطرف والإرهاب ويدعو لحياة يُغلفها “العدل والحق في الحياة”.