يتولى الجنرال غادي أيزنكوت غدا الاثنين رئاسة هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي خلفا لرئيسها الحالي بيني غانتس، ليتوج فيها حياته العسكرية التي امتدت على ٣٥ عاما من الخدمة في صفوف الجيش الإسرائيلي.
وقال تقرير في صحيفة “معاريف” أن الجيش يستعد هذه الأيام لمواجهة واسعة وعنيفة جدا مع حركة حماس.
ويرى محللون إسرائيليون أن في انتظار أيزنكوت تحديات أمنية كبيرة مغايرة عما واجه سابقه في قيادة الجيش الإسرائيلية، إذ كانت المخاطر والتحديات في السابق من قبل دول وجيوش نظامية، لكن التحديات المستجدة هي من قبل تنظيمات التي تسعى لاستدراج الجيش إلى عمليات برية في المناطق التي تسيطر كما حصل في غزة. كما أن أحد التحديات أمام أيزنكوت تتعلق بتجهيز الجيش لحسم حروبه المقبلة خلال فترة قصيرة أو ما يعرف بـ”الحسم السريع”.
وذكر تقرير في صحيفة “معاريف” اليوم أن في انتظار أيزنكوت (٥٤ عاما) تقديرات استخبارية تفيد بأن أمامه تحديات من كافة الجبهات.
الجبهة الجنوبية
يتولى أيزنكوت منصبه الجديد وحركة حماس تواجه أزمة حقيقة حسب التقديرات الإسرائيلية ما قد يدفعها إلى خوض مواجهة جديدة مع الجيش الإسرائيلي خلال الفترة المقبلة، على الرغم من أن التقديرات الإسرائيلية ترى أن الحرب الأخيرة ردعت الحركة بشكل يجعلها تتردد بفتح مواجهات جديدة، لكنها تواجه غضبا في الشارع الغزي في ظل تعثر إعادة الإعمار فيما لدى الحركة مخزون كبير من الصواريخ قصيرة المدى كافية لفتح مواجهة وتهديد البلدات الجنوبية.
وأشار التقرير إلى أن أيزنكوت يدرك أن الجبهة الجنوبية ليست هينة على الإطلاق وأنه يدرك أيضا مثل غانتس أنه للعامل السياسي الأثر الكبير على كيفية وتوقيت اندلاع مواجهة جديدة في الجنوب، كما أنه يدرك أن مهما كان حجم الردع الذي صنعته الحرب الأخيرة لكنها لن تردع حماس بما فيه الكافية كما ردعت حرب لبنان الثانية حزب الله.
وأوضح التقرير أن الجيش يستعد هذه الأيام لمواجهة واسعة وعنيفة جدا، خصوصا وأن بنك الأهداف الجوية لدى الجيش تقلص بشكل جدي ولأنه يدرك أن أي “علاج جذري” في غزة يستدعي تدخلا عسكريا بريا.
الجبهة الشمالية
وفي ما يتعلق بالجبهة الشمالية، أشار التقرير إلى أن أيزنكوت “يعرفها بشكل جيد جدا”، إذ كان قائد الجبهة الشمالية على مدار ٥ أعوام بعد حرب لبنان الثانية. ولفت إلى أن على أيزنكوت إعداد الجيش لخوض حرب شرسة جدا قد تكون الأشرس في حروب إسرائيل منذ تأسيها، وذلك في أعقاب الحرب الأخيرة على غزة وفي ظل تورط حزب الله في الحرب الدائرة في سوريا.
وقال التقرير إنه في حال اندلعت حرب لبنان الثالثة فستكون قاسية جدا لكل الأطراف، بما في ذلك الجبهة الداخلية الإسرائيلية على الرغم من كل الاستعدادات والتجهيزات. وأوضح التقرير أن عملية شبعا الأخيرة أوضحت للمستوى السياسي والمستوى العسكري في إسرائيل مدى جهوزية حزب الله لمواجهة مقبلة، وأن لديه سيطرة جيدة في المنطقة الحدودية كما أنه يعزز تواجده وسيطرته على الحدود السورية - الإسرائيلية بمساعدة إيرانية، وهو ما اعتبره تحديا لإيزنكوت لكن بمقدوره مواجهته، حسب التقرير.
وزعم التقرير أن الساحة السورية تحت سيطرة كاملة للجيش، إذ أنشأ غانتس كتيبة خاصة في الحدود مع سوريا تدعى الكتبية ٢١٠ بقيادة العميد أوفيك بوخريس.
الضفة الغربية
يرى التقرير أن إحدى الجبهات الأكثر اشتعالا وتحديا التي على أيزنكوت التعامل معها هي الضفة الغربية، في ظل ما وصفه انهيار السلطة الفلسطينية والضغوطات التي تقوم بها حماس في الضفة الغربية من خلال تحويل الأموال بهدف بناء “بنى تحتية عسكرية”. وكشف التقرير أن الجيش وجهاز الأمن العام (شاباك) صادرا في الفترة الأخيرة مئات آلاف الشواكل في الضفة التي وصفها بـ”أموال حماس”.
كما أوضح التقرير أن تجميد أموال عائدات الضرائب الفلسطينية من قبل إسرائيل زاد من سخونة الأوضاع في الضفة وإمكانية تفجرها، زاعما أن بوارد الغضب الشعبي بدأت بالظهور جراء تدهور الأوضاع الاقتصادية من خلال قيام مواطنين بالسطو على الصرافات الآلية تحت نظر الشرطة الفلسطينية والسطو على أي شيء يحوي النقود بهدف توفير لقمة العيش، وأضاف أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس “ليس ذي صلة” وأن ورثته السياسيين ينتظرون الفرصة لإسقاطه.
ماذا يخبئ شهر نيسان؟
يرى التقرير أن شهر نيسان (أبريل) سيكون شهرا حرجا على الساحة الفلسطينة، إذ يلي الانتخابات البرلمانية في إسرائيل، كما من المقرر أن تتوجه السلطة الفلسطينية إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، كما يتوقع أن تستمر إسرائيل بتجميد أموال عائدات الضرائب الفلسطينية ما يعني استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية في الضفة الغربية، وقال التقرير إن الجيش يحذر من هذه الخطوة لكن تحذيراته “تقع على آذان صماء”.
الجبهة المصرية
في تناوله للتطورات المحتملة على الجبهة المصرية، قال التقرير إن على أيزنكوت الحفاظ على التنسيق والتعاون الأمني مع النظام المصري، واصفا العلاقات بأنها أفضل ما يكون. ولفت إلى أن تنظيمين ينشطان في الأراضي المصرية الحدودية مع إسرائيل، القاعدة و”داعش”، لكنه أشار إلى أن الجيش المصري يقوم بمواجهتهما بشكل جيد لكن على الجيش الإسرائيلي الاستعداد لتدهور في الأوضاع في هذه المنطقة خلال السنوات القليلة المقبلة، خصوصا وأن استقرار النظام في مصر ليس مضمونا. وقال التقرير إن ثورة يناير في مصر تسببت بأضرار كبيرة وما تلاها من تولي محمد مرسي لرئاسة مصر ودعمه لحركة حماس، واعتبر أن مرسي والإخوان المسلمين هما المسؤولان عن تسليح حماس قبل الحرب الأخيرة على القطاع.
وأضاف التقرير أن الانقلاب على الرئيس مرسي حسن الأوضاع نسبيا في نظر إسرائيل، خصوصا وأن الجنرال عبد الفتاح السيسي يحاول فرض السيطرة على المناطق الحدودية لكن ذلك لا يعني الاستقرار لفترة طويلة.
ختاما، تناول التقرير التحديات التي على أيزنكوت مواجهتها داخل الجيش، سواء لجهة وضعه التنظيمي والتقليصات في الميزانيات أو لجهة الخلافات أو المواجهات الداخلية بين قادة الجيش